تقارير وتحليلات

نشر في : 26-12-2024

تاريخ التعديل : 2024-12-27 00:28:10

فريق نداء الأرض

تكشف البيانات المجمعة بواسطة أقمار ناسا الاصطناعية عن تراجع تغطية السحب على مستوى العالم، وهو ما يفاقم تأثيرات الاحتباس الحراري.

تشير الأبحاث إلى أن الأرض تتلقى طاقة شمسية أكثر مما تفقد، إلا أن هذا ليس التفسير الكامل للتغيرات التي نشهدها، إذ إن الاعتماد على الوقود الأحفوري لا يفسّر كامل هذا التغير.

كذلك، لا تكفي ظاهرة "الألبيدو" (التي تشرح كيف يؤدي تراجع مستويات الجليد إلى تقليل كمية الضوء المنعكس وزيادة امتصاصه) لتفسير هذه التغيرات بمفردها.

في دراسة نُشرت في أغسطس/آب الماضي، حلل عالم المناخ في معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا، جورج تسليوديس، وزملاؤه بيانات الأقمار الاصطناعية التي تغطي فترتين زمنيتين: الأولى من 1984 إلى 2018، والثانية من 2000 إلى 2018.

وقد لُوحظ تغير كبير في منطقة التقارب الاستوائية (ITCZ) التي تُعد منطقة الضغط المنخفض بالقرب من خط الاستواء، حيث تلتقي الرياح التجارية الشمالية الشرقية والجنوبيّة الشرقية.

في هذه المنطقة، تتشكّل السحب الكثيفة عادة عندما يرتفع الهواء الدافئ ويحل محله الهواء البارد.

وفقًا للنتائج، تضاءل نطاق هذه المنطقة، مما أدى إلى تقليص تغطية السحب في تلك المنطقة.

في المقابل، توسعت المنطقة الجافة شبه الاستوائية. كما أن هذه التغيرات أدت إلى انخفاض مستويات التغطية السحابية العالمية، حيث يختلف معدل تراجع السحب حسب البيانات والفترة الزمنية، لكن التراجع يبدو أنه يتراوح بين 0.72% و0.17% كل عقد. وعلق تسليوديس على هذا الربط بين الاحتباس الحراري وتراجع السحب، قائلاً: "أنا واثق بأنه العنصر المفقود، إنه القطعة المفقودة".

معدل التراجع والتأثير على الاحترار العالمي

أظهرت الأبحاث الأخيرة التي قُدمت في اجتماع الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في 11 ديسمبر/كانون الأول، بيانات من قمر تيرا الاصطناعي التابع لناسا على مدى 22 عامًا، مؤكدة نتائج الدراسة السابقة.

إذ تشير هذه البيانات إلى أن التغطية السحابية تتناقص بمعدل نحو 1.5% كل عقد، مما يعني أن تغطية السحب تتراجع، وأن هذه التغيرات تسهم في ارتفاع درجات الحرارة.

ورغم أن هذه الأرقام قد تبدو غير كبيرة، فإنها تشير إلى "ردود فعل سحابية غير مسبوقة"، وفقًا لما قاله بيورن ستيفنز، عالم المناخ في معهد ماكس بلانك لعلوم الأرصاد الجوية.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الاتجاهات ستستمر وكيف ستؤثر في الاتجاهات العامة للاحتباس الحراري.

ومع ذلك، تبرز هذه الدراسة مدى تعقيد أنظمة المناخ على كوكب الأرض، ومدى التأثيرات المتعددة والمتشابكة التي تؤثر في تغير المناخ.